![]() |
ترويها كارلا - لبنان |
لم أعلم ما الذي يجري ؟ كنت فتاة عادية جداً ومتفوقة دراسياً بشكل ملفت ، كنت دائماُ الاولى في الصف ودرجة الطالبة المثالية ، بدأت حياتي بمرحلة بوسعكم أن تدعوها بـ " السبات " الذي أحاول الإستيقاظ منه لكن بدون جدوى على مايبدو .
منذ سن المراهقة تقريباً أي في أواخر عام 1997 حصلت العديد من المفاجات الغريبة والمحزنة لي والتي لن أذكر منها شيئاً لانعدام صلتها بالماورائيات لكن ما حدث في السنوات التي تلت يصعب تفسيره.
فمنذ انتقالنا إلى منزل نمتلكه والكل عيونه متقدة بالحسد والغيرة رغم أن المنزل كان عادياً، صحيح أنه كبير وحديث البناء لكنه يشبه العديد من الأبنية المحيطة ، كانت حجرتي بعيدة نوعاً ما عن حجرة والدتي والمنزل تقريباً مقسوم الى نصفين أحدهما للمعيشة والآخر للضيافة والمكتب الذي تحول الى استديو لاحقاً. وهناك أيضاً فناء خلفي للمنزل يحوي مشتلاً صغيراً لكنه اصبح عبارة عن خرابة ومهجور تماماً وسآتي على ذكره لاحقاً في الجزء الثاني ، سأقسم حياتي مراحل حتى يسهل على القراء والخبراء المتابعة والتعليق مع ذكر الاحداث المهمة جداً فقط:
1- الطفولة
كانت والدتي وأيضاً والدي المتوفى يشاهدون أشياء غريبة في منزلهم المتواضع ، كنت طفلة صغيرة للغاية ولم اكن أعي ما أراه ولا افهم معناه. حين كبرت اخبرتني والدتي أنها كانت غالباً ما تحس بشخص قصير وبدين لكنه "بدون رأس" يمشي خلفها. وكان والدي بين اليقظة والمنام يرى سيدة عجوز تدلف من باب الشقة إلى داخل المنزل ويلمح خيالات غريبة لا تلبث أن تختفي فجاة وبسرعة.
2- المراهقة
ذاكرتي جيدة في سنوات المرحلة الاعدادية ، كنا نقطن في شقة من بناء مكون من عدة أدوار لكن البناء كان هادئ جداً ولا تكاد تسمع فيه إلا همس أهل العمارة لانهم عائلة مكونة من افراد كثيري العدد ، أذكر أنها كانت عمارة مخيفة جداً ولها فناء خلفي مهجور من سنين طويلة ولا أحد يعرف السبب.
أذكر أن المدرسة كانت قريبة من منزلنا وكان للجيران فتاة في مثل عمري في ذلك الوقت، وفي يوم ما وبعد عودتنا من المدرسة قررنا اكتشاف الفناء الخلفي وما يخفيه، كان للعمارة طابق ارضي مخفي غير ظاهر للعيان ، ربما كان مخزناً عادياً أو ملجأ ينفع في أوقات انعدام الأمن ، لكن الباب السري كان موصد بالسلاسل وعليه قفل كبير وكنا صغار لم نستطع كسرة. كانت واجهة العمارة الخلفية ملاصقة لبناء اصغر نوعاً ما وملطخ بسخام اسود على مايبدو اثار حريق. أخبرتني بنت الجيران أن امرأة مريضة انتحرت حرقاً وهذه الآثار شواهد على الحادثة.
كانت أم هذه الفتاة وهي جارة طيبة تخبرنا أنها تسمع صوت شئ ثقيل يسقط على الارض داخل شقتهم وكانت المسكينة مرعوبة لأن اطفالها كانوا مراهقين وصغار ووالدهم مريض ولا يحب الازعاج كانت تختلس النظر لمكان الصوت ولا ترى احد. لم أكن أعلم فيما إذا كان للحادثة صلة بحادثة انتحار تلك المرأة المنتحرة أو لا؟ حاولنا تفسير ماحدث وأخبرناها بأن الصوت قد يكون ناجم عن لعب أولادها الذكور بالكرة في حجرتهم فمعروف عن الصبيان حبهم لكرة القدم لكنها اكدت أن جميع اولادها كانوا نياماً .
3- الثانوية والجامعة
في المرحلة الثانوية أصبحت فتاة كئيبة وفقدت الاهتمام بالدراسة بشكل كبير ، وكنت أخاف من الظلام بشكل غريب بحيث لم يكن بوسعي النوم والأنوار مضاءة. كنت اعاني من الكوابيس و والدي يعاني من شلل النوم وبين النوم واليقظة يسمع اصوات ويشاهد خيالات لكنه كان رجل جيداً وذو تفكير عقلاني أكثر مني و والدتي. أصبحت عصبية لكن ليس مثل المرحلة التي عليها الآن و وحيدة جدا ايضاً.
بعد الثانوية انتقلت للمرحلة الجامعية وكانت احاديث الطلبة مليئة بغرائب وطرائف ظننتها في البداية مجرد اكاذيب. كانت الجامعة تخلو من الطلبة احياناً وانا لا اقصد انها تكون خالية تماما لكن قلة من البشر فيها والجامعة كبيرة تكون شبة ساكنة.
في البداية كنت طالبة عادية مثل بقية زملائي لكن في السنوات الاخيرة من الدراسة بدأت تحصل اشياء غريبة معي ، كانت أمي تنتظر موعد انصرافي من الجامعة لأعود معها أو مع احدى زميلاتي . كانت والدتي تتأخر نوعاً ما وأحياناً تتاخر كثيراً فأظل وحيدة انتظرها وتخلو الجامعة من قاطنيها بسرعة .
كان مبنى المحاضرات عملاقاً وكنت أظل فيه لوحدي، أحياناً لا تكاد تسمع سوى صوت وقع حذائي. الأجواء كانت غائمة ممطرة في الشتاء فلكم ان تتخيلو المبنى مهجور وشبة مظلم كنت أهرب إلى المكتبة أحياناً لكن أشعر بعيون خفية تراقبني من حيث لا ارى ولا اعلم.
- اذكر هذه الحادثة جيداً :
في يوم ما ذهبت إلى الجامعة مبكراً وكانت شبه خالية من الطلاب لقرب موعد الامتحانات النهائية وكنت ارغب ببعض المذكرات والملازم للامتحان، رغبت بالذهاب لحجرة السيدات ( الحمام ) وكان هذا في آخر دور في مبنى ضخم . لم يكن هناك أحد وبعد أن فرغت من حاجتي وهممت بالنزول من الدرج اعتصر اقدامي الم غريب وتنميل فظيع. تسمرت اقدامي على الدرج وحاولت الصراخ طلبا للمساعدة لكنني لم استطع ، احسست بالالم يسري حتى رقبتي تحاملت على نفسي حتى استطعت نزول الدرج بصعوبة بالغة. كان المنظر محزن للغاية وانا اصارع الالم وحيدة، كان كل الناس إما في مطعم الجامعة او الاروقة او المكتبة او مركز نسخ المستندات او خلافة انا الوحيدة في اخر دور كعادتي تتربصني كائنات غريبة من حيث لا ارى ولا اعلم.
هل تذكرون فيلم الرعب "التل الصامت" Silent Hill ؟ ههههههه مصادفة غريبة على ما اعتقد لم يكن الفيلم في طور الانتاج حتى ذلك الوقت ، نفس المشاهد والسكون المرعب وأصوات البشر الخافتة التي لا تكاد تسمعها وانت وحدك في مبنى ضخم في اخر دور .
ارغب بإضافة ان الكل كان يلقبني بفتاة التنبؤ Prophesy Girl وكان لدي قدرة ومازالت عندي على معرفة الاحداث قبل وقوعها وقراءة أفكار الآخرين ومعرفة من سيقابلون لدرجة اندهاشهم الشديد.
4- ما بعد الجامعة
انتهى الجزء الاول من مذكراتي وارغب بالقول أن ما يحدث معي يمكن أن يحدث لآلاف البشر غيري خصوصاً بعد ان جربته بنفسي وقد لا يكون هذا الجزء من المذكرات مثيراً مثل الجزء الثاني .
انتهى الجزء الاول من مذكراتي وارغب بالقول أن ما يحدث معي يمكن أن يحدث لآلاف البشر غيري خصوصاً بعد ان جربته بنفسي وقد لا يكون هذا الجزء من المذكرات مثيراً مثل الجزء الثاني .
ترويها كارلا (30 سنة) - لبنان - السعودية
ملاحظة
هذه المذكرات تعكس تجارب واقعية عاشتها كارلا بحسب أقوالها دون تحمل أي مسؤولية على صحة أو دقة المعلومات. تقول كارلا : " كنت أعيش مع أهلي في إحدى ضواحي بيروت - لبنان قبل أن ننتقل للسكن في عمارة ضخمة في السعودية " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق