![]() |
إعداد : كمال غزال |
كان أبرهة ينوي هدم الكعبة بهدف تحويل طريق الحج إلى مكان آخر كان قد أقامه في اليمن ولا تخفى الأهداف الإقتصادية لذلك حيث كان الحجيج يتوافدون إلى مكة للطواف حول الكعبة من كل سنة خصوصاً أنها قبلة قبائل العرب في شبه الجزيرة العربية.
يقول الغامدي: "وجدت الحجر عام 1431هـ في وادي جرب التابع لمحافظة العقيق بمنطقة الباحة، وكان يسمى الوادي الأخضر، وهذا الوادي نزل فيه أبرهة الحبشي وجنوده، ومكثوا فيه فترة طويلة ولديهم جادة هنا".
![]() |
يظهر شكل الطير على سطح الحجر |
وكانت قناة البلد المصرية قد عرضت تقريراً مصوراً عن خبر هذا الحجر ، كما تناول موقع البيان الإماراتي هذا الخبر في عام 2012، وجرى نشره على اليوتيوب لاحقاً في ديسمبر ، 2013 ، ويتحدث التقرير عن قصة هذا الحجر وصاحبه الذي تلقى عرضاً لبيعه من قبل أحد المصريين العاملين في مجال الآثار بمبلغ 4 مليون دولار إلا أنه رفض ، كما طلبت هيئة الآثار السعودية من صاحب الحجر إرسال نسخة من بطاقته الشخصية وتسليم الحجر من دون أي مكافأة مالية فرفض أيضاً ومازال محتفظاً به .
في معنى سجيل
سورة الفيل هي السورة التاسعة عشر حسب النزول وهي سورة مكية يؤمن المسلمون نقلاً عن المفسرين الذين نقلوا عن ابن اسحاق، أنها نزلت على النبي محمد لتذكير قبيلة قريش بما فعله الله بأصحاب الفيل الذين حاولوا هدم الكعبة وهم أبرهة الحبشي وجيشه وفيها تذكير بقدرة الله على العتاة ولم تكن قريش بند لأبرهة وجيشه وهم يعادون رسول الله محمد :
" أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ - أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ - وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ - تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ "
أما كلمة "سجيل" فتعني الطين الذي تحول إلى حجارة ، ويتبين من كلمتي "العصف المأكول " أن الجيش تحول إلى أشلاء لا تكاد تذكر من شدة هطول هذه الحجارة نظراً للأعداد الكثيفة من الطيور التي أتت كجماعات (أبابيل) على جيش أبرهة ، وفي اللغة يعني "العصف " ورق الزرع الذي يبقى بعد الحصاد، وتعصفه الرياح: فتأكله الماشية، ومأكول : أي أكلت الدواب بعضه وتناثر بعضه الآخر من بين أسنانها.
طريق الفيل في جرب- منطقة الباحة
قام برصفه أبرهة الأشرم ليتخذه طريقاً للوصول إلى الكعبة المشرفة لهدمها إلا أنه لقي عقوبة قاسية من السماء، فعندما اقترب جيش أبرهة من مكة رفض الفيل المسير كلما جرى توجيهه بجهة الكعبة يبرك وكلما جرى توجيهه إلى دون هذه الجهة يمشي، فأرسل الله تلك الطيور والذي كل طير يحمل 3 حصيات تم إهلاكهم و أصيب أبرهة ومات لدى وصوله إلى اليمن ولم يبق من آثار ذلك سوى آثار بعض الطريق وهو معروف في عدة مناطق منها الباحة وكذلك ظهران الجنوب وقرب بيشة باسم "طريق الفيل".
يعتبر طريق الفيل أبرز آثار العقيق وهو الكائن في جرب، حيث يعبر عبر مركز جرب بإتجاه محافظة تربة، يمر الطريق في منطقة الباحة في الشرق من المنطقة وهو إلى الشمال من بلدة جرب بحوالي 24 كم وبهذا تكون المسافة من الباحة الى بداية الطريق 75 كم وهو يظهر ويلاحظ جلياً عند بداية الحارات الصخرية ، وما يميز طريق الفيل في العقيق ظهور الطريق بشكل واضح للعيان في العديد من المواقع إذا ما تمت مقارنته بالعديد من الأودية التي يعبرها لعدة كيلومترات دون أن يعثر له على اثر بين، إلا أن طريق الفيل يظهر ولمسافات في بادية العقيق محتفظاً بأرضيته الصخرية المرصوفة ومحتفظاً أيضا بالحواجز الصخرية على جانبيه في عدد من المواقع كما لا تزال النقوش، والأرقام تحف الطريق.
والملاحظ كيف استطاع جيش أبرهة رصف هذه الحجارة لمسافات طويلة لكي تسهل سير الفيلة والخيول عبر الصخور الصلبة حيث يقطع هذا الطريق جزء من المنطقة الشرقية لمنطقة الباحة متجهاً إلى الحجاز والمتمعن لهذا الطريق يتصور الجهود التي بذلت في تسويته ويتفكر في قدرة تحملهم بعد كل هذه الجهود المضنية والعمل الشاق بالنظر إلى طريقة رصف الحجارة ، يتراوح عرض الطريق المرصوف بين 2.5 إلى 5 متر، ويلاحظ أيضاً عتبات تقطعه عرضاً وربما كانت تستخدم لتصريف السيول أو حتى لا يتأثر الرصف وتجد في كل 25 الى 30 كم آثار للمحطات التي يتوقفون فيها إما للمبيت أو الراحة وهي عبارة عن تراكم من الحجر مبني بشكل مبسط جداً تتفاوت في المساحة والشكل.
هل هو حجر من أحجار سجيل فعلاً ؟
كنا نتمنى أن يلقى الحجر نصيبه من البحث الجيولوجي وعلوم الآثار وتأريخ الكربون المشع حتى نتبين فئته بين الحجارة ومعلومات عن ظروف نشأته ومدتها حتى وإن قرر صاحب الحجر الإحتفاظ به من دون بيعه، فما يدرينا أنه من تلك الحجارة التي رمتها الطير الأبابيل ؟ وهل مادته فعلاً من الطين المحروق والمتحجر ؟ وإن كانت كذلك كيف لنا أن نثبت ارتباطها بزمن المعجزة ؟ وهل يكفي نقش شكل الطير والفيل على الحجر الذي قام به أحدهم لنثبت هذه الصلة ؟
شاهد الفيديو
شاهد التقرير المصور الذي عرضته قناة البلد آنذاك :
إقرأ أيضاًَ ...
- اللغز المنقوش وثنائية موسى والدجال
- المنحوتات الكروية الغامضة في بريطانيا
- أقراص دروبا الغامضة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق